قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون و الشهداء. منابر من نور، يا له من منابر عجيبة، إن المنبر شيء مرتفع عن الأرض، يراه من دونه فيرتبط قلبه توقيرا و إجلالا لمن فوقه، فلقد كان المتحابون في الله مغبوطون من فئتين عظيمتين من البشر، فئتين من قادة البشر و أرفع درجاتهم في الجنة إنهم النبيون سادة الناس و خير الخلق و الشهداء، فيالها من منزلة رفيعة نالها أولئك القوم. إنها عاطفة قلبية بلغت بهم ما بلغت من درجات، إنهم يجلسون حول العرش و تحت ظله و في جنات ربهم على تلك المنابر، ليست منابر عادية إنها منابر من نور، فلقد شبه الله قلب المؤمن في الدنيا بالنور، و هو في الآخرة بحبه لإخوانه يجلس على نور، يقوده على الصراط إلى الجنة نور، إنه نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء. ما أجمل كلمة الحب في الحياة يسعى إليها كل البشر، هدفهم فيها تحقيق الرضا و السعادة و تعلق القلب و مودة لمن يحبون، فما أجمل ذلك الحب إن كان في جلال الله، إنه الميل القلبي لمن نحب من أجل الله، من أجل ذكر الله، و هداية الله، و الإجتماع عند الله، و التعاون على الخير من أجل دين الله، كل حب زائل إلا هذا الحب، إنه يبدأ في الدنيا و يلتقي في الجنة عند رب العالمين...