| تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 46 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الجمعة 24 يونيو 2011, 12:52 pm | |
|
253 } { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }
يخبر تعالى أنه فضل بعض الرسل على بعض بما خصهم من بين سائر الناس بإيحائه وإرسالهم إلى الناس، ودعائهم الخلق إلى الله، ثم فضل بعضهم على بعض بما أودع فيهم من الأوصاف الحميدة والأفعال السديدة والنفع العام، فمنهم من كلمه الله كموسى بن عمران خصه بالكلام، ومنهم من رفعه على سائرهم درجات كنبينا صلى الله عليه وسلم الذي اجتمع فيه من الفضائل ما تفرق في غيره، وجمع الله له من المناقب ما فاق به الأولين والآخرين { وآتينا عيسى ابن مريم البينات } الدالات على نبوته وأنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه { وأيدناه بروح القدس } أي: بالإيمان واليقين الذي أيده به الله وقواه على ما أمر به، وقيل أيده بجبريل عليه السلام يلازمه في أحواله { ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات } الموجبة للاجتماع على الإيمان { ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر } فكان موجب هذا الاختلاف التفرق والمعاداة والمقاتلة، ومع هذا فلو شاء الله بعد هذا الاختلاف ما اقتتلوا، فدل ذلك على أن مشيئة الله نافذة غالبة للأسباب، وإنما تنفع الأسباب مع عدم معارضة المشيئة، فإذا وجدت اضمحل كل سبب، وزال كل موجب، فلهذا قال { ولكن الله يفعل ما يريد } فإرادته غالبة ومشيئته نافذة، وفي هذا ونحوه دلالة على أن الله تعالى لم يزل يفعل ما اقتضته مشيئته وحكمته، ومن جملة ما يفعله ما أخبر به عن نفسه وأخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من الاستواء والنزول والأقوال، والأفعال التي يعبرون عنها بالأفعال الاختيارية.
فائدة: كما يجب على المكلف معرفته بربه، فيجب عليه معرفته برسله، ما يجب لهم ويمتنع عليهم ويجوز في حقهم، ويؤخذ جميع ذلك مما وصفهم الله به في آيات متعددة، منها: أنهم رجال لا نساء، من أهل القرى لا من أهل البوادي، وأنهم مصطفون مختارون، جمع الله لهم من الصفات الحميدة ما به الاصطفاء والاختيار، وأنهم سالمون من كل ما يقدح في رسالتهم من كذب وخيانة وكتمان وعيوب مزرية، وأنهم لا يقرون على خطأ فيما يتعلق بالرسالة والتكليف، وأن الله تعالى خصهم بوحيه، فلهذا وجب الإيمان بهم وطاعتهم ومن لم يؤمن بهم فهو كافر، ومن قدح في واحد منهم أو سبه فهو كافر يتحتم قتله، ودلائل هذه الجمل كثيرة، من تدبر القرآن تبين له الحق، ثم قال تعالى:
{ 254 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله، من صدقة واجبة ومستحبة، ليكون لهم ذخرا وأجرا موفرا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير، فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه، ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة، وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين، وهم الذين وضعوا الشيء في غير موضعه، فتركوا الواجب من حق الله وحق عباده وتعدوا الحلال إلى الحرام، وأعظم أنواع الظلم الكفر بالله الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله، فلهذا قال تعالى: { والكافرون هم الظالمون } وهذا من باب الحصر، أي: الذين ثبت لهم الظلم التام، كما قال تعالى: { إن الشرك لظلم عظيم } ثم قال تعالى:
{ 255 } { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }
هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها، وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة، فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها وجعلها وردا للإنسان في أوقاته صباحا ومساء وعند نومه وأدبار الصلوات المكتوبات، فأخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأن { لا إله إلا هو } أي: لا معبود بحق سواه، فهو الإله الحق الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى، لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه، ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدا لربه، ممتثلا أوامره مجتنبا نواهيه، وكل ما سوى الله تعالى باطل، فعبادة ما سواه باطلة، لكون ما سوى الله مخلوقا ناقصا مدبرا فقيرا من جميع الوجوه، فلم يستحق شيئا من أنواع العبادة، وقوله: { الحي القيوم } هذان الاسمان الكريمان يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما، فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات، كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك، والقيوم: هو الذي قام بنفسه وقام بغيره، وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير، كل ذلك داخل في قيومية الباري، ولهذا قال بعض المحققين: إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى، ومن تمام حياته وقيوميته أن { لا تأخذه سنة ولا نوم } والسنة النعاس { له ما في السماوات وما في الأرض } أي: هو المالك وما سواه مملوك وهو الخالق الرازق المدبر وغيره مخلوق مرزوق مدبر لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض فلهذا قال: { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } أي: لا أحد يشفع عنده بدون إذنه، فالشفاعة كلها لله تعالى، ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه، لا يبتدئ الشافع قبل الإذن، ثم قال { يعلم ما بين أيديهم } أي: ما مضى من جميع الأمور { وما خلفهم } أي: ما يستقبل منها، فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها، بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة، والعباد ليس لهم من الأمر شيء ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى، ولهذا قال: { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض } وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه، إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيهما، والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هنا ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو، وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار، وتقلقل الجبال وتكع عنها فحول الرجال، فكيف بعظمة خالقها ومبدعها، والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ما أودع، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب، فلهذا قال: { ولا يؤوده } أي: يثقله { حفظهما وهو العلي } بذاته فوق عرشه، العلي بقهره لجميع المخلوقات، العلي بقدره لكمال صفاته { العظيم } الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة، وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة، فسبحان من له العظمة العظيمة والكبرياء الجسيمة والقهر والغلبة لكل شيء، فقد اشتملت هذه الآية على توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وعلى إحاطة ملكه وإحاطة علمه وسعة سلطانه وجلاله ومجده، وعظمته وكبريائه وعلوه على جميع مخلوقاته، فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته، متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا، ثم قال تعالى:
{ 256 - 257 } { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
يخبر تعالى أنه لا إكراه في الدين لعدم الحاجة إلى الإكراه عليه، لأن الإكراه لا يكون إلا على أمر خفية أعلامه، غامضة أثاره، أو أمر في غاية الكراهة للنفوس، وأما هذا الدين القويم والصراط المستقيم فقد تبينت أعلامه للعقول، وظهرت طرقه، وتبين أمره، وعرف الرشد من الغي، فالموفق إذا نظر أدنى نظر إليه آثره واختاره، وأما من كان سيئ القصد فاسد الإرادة، خبيث النفس يرى الحق فيختار عليه الباطل، ويبصر الحسن فيميل إلى القبيح، فهذا ليس لله حاجة في إكراهه على الدين، لعدم النتيجة والفائدة فيه، والمكره ليس إيمانه صحيحا، ولا تدل الآية الكريمة على ترك قتال الكفار المحاربين، وإنما فيها أن حقيقة الدين من حيث هو موجب لقبوله لكل منصف قصده اتباع الحق، وأما القتال وعدمه فلم تتعرض له، وإنما يؤخذ فرض القتال من نصوص أخر، ولكن يستدل في الآية الكريمة على قبول الجزية من غير أهل الكتاب، كما هو قول كثير من العلماء، فمن يكفر بالطاغوت فيترك عبادة ما سوى الله وطاعة الشيطان، ويؤمن بالله إيمانا تاما أوجب له عبادة ربه وطاعته { فقد استمسك بالعروة الوثقى } أي: بالدين القويم الذي ثبتت قواعده ورسخت أركانه، وكان المتمسك به على ثقة من أمره، لكونه استمسك بالعروة الوثقى التي { لا انفصام لها } وأما من عميرسيالقضية فكفر بالله وآمن بالطاغوت، فقد أطلق هذه العروة الوثقى التي بها العصمة والنجاة، واستمسك بكل باطل مآله إلى الجحيم { والله سميع عليم } فيجازي كلا منهما بحسب ما علمه منهم من الخير والشر، وهذا هو الغاية لمن استمسك بالعروة الوثقى ولمن لم يستمسك بها.
ثم ذكر السبب الذي أوصلهم إلى ذلك فقال: { الله ولي الذين آمنوا } وهذا يشمل ولايتهم لربهم، بأن تولوه فلا يبغون عنه بدلا ولا يشركون به أحدا، قد اتخذوه حبيبا ووليا، ووالوا أولياءه وعادوا أعداءه، فتولاهم بلطفه ومنَّ عليهم بإحسانه، فأخرجهم من ظلمات الكفر والمعاصي والجهل إلى نور الإيمان والطاعة والعلم، وكان جزاؤهم على هذا أن سلمهم من ظلمات القبر والحشر والقيامة إلى النعيم المقيم والرشكرا والفسحة والسرور { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت } فتولوا الشيطان وحزبه، واتخذوه من دون الله وليا ووالوه وتركوا ولاية ربهم وسيدهم، فسلطهم عليهم عقوبة لهم فكانوا يؤزونهم إلى المعاصي أزا، ويزعجونهم إلى الشر إزعاجا، فيخرجونهم من نور الإيمان والعلم والطاعة إلى ظلمة الكفر والجهل والمعاصي، فكان جزاؤهم على ذلك أن حرموا الخيرات، وفاتهم النعيم والبهجة والمسرات، وكانوا من حزب الشيطان وأولياءه في دار الحسرة، فلهذا قال تعالى: { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }
{ 258 } { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
يقول تعالى: { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه } أي: إلى جرائته وتجاهله وعناده ومحاجته فيما لا يقبل التشكيك، وما حمله على ذلك إلا { أن آتاه الله الملك } فطغى وبغى ورأى نفسه مترئسا على رعيته، فحمله ذلك على أن حاج إبراهيم في ربوبية الله فزعم أنه يفعل كما يفعل الله، فقال إبراهيم { ربي الذي يحيي ويميت } أي: هو المنفرد بأنواع التصرف، وخص منه الإحياء والإماتة لكونهما أعظم أنواع التدابير، ولأن الإحياء مبدأ الحياة الدنيا والإماتة مبدأ ما يكون في الآخرة، فقال ذلك المحاج: { أنا أحيي وأميت } ولم يقل أنا الذي أحيي وأميت، لأنه لم يدع الاستقلال بالتصرف، وإنما زعم أنه يفعل كفعل الله ويصنع صنعه، فزعم أنه يقتل شخصا فيكون قد أماته، ويستبقي شخصا فيكون قد أحياه، فلما رآه إبراهيم يغالط في مجادلته ويتكلم بشيء لا يصلح أن يكون شبهة فضلا عن كونه حجة، اطرد معه في الدليل فقال إبراهيم: { فإن الله يأتي بالشمس من المشرق } أي: عيانا يقر به كل أحد حتى ذلك الكافر { فأت بها من المغرب } وهذا إلزام له بطرد دليله إن كان صادقا في دعواه، فلما قال له أمرا لا قوة له في شبهة تشوش دليله، ولا قادحا يقدح في سبيله { بهت الذي كفر } أي: تحير فلم يرجع إليه جوابا وانقطعت حجته وسقطت شبهته، وهذه حالة المبطل المعاند الذي يريد أن يقاوم الحق ويغالبه، فإنه مغلوب مقهور، فلذلك قال تعالى: { والله لا يهدي القوم الظالمين } بل يبقيهم على كفرهم وضلالهم، وهم الذين اختاروا لأنفسهم ذلك، وإلا فلو كان قصدهم الحق والهداية لهداهم إليه ويسر لهم أسباب الوصول إليه، ففي هذه الآية برهان قاطع على تفرد الرب بالخلق والتدبير، ويلزم من ذلك أن يفرد بالعبادة والإنابة والتوكل عليه في جميع الأحوال، قال ابن القيم رحمه الله: وفي هذه المناظرة نكتة لطيفة جدا، وهي أن شرك العالم إنما هو مستند إلى عبادة الكواكب والقبور، ثم صورت الأصنام على صورها، فتضمن الدليلان اللذان استدل بهما إبراهيم إبطال إلهية تلك جملة بأن الله وحده هو الذي يحيي ويميت، ولا يصلح الحي الذي يموت للإلهية لا في حال حياته ولا بعد موته، فإن له ربا قادرا قاهرا متصرفا فيه إحياء وإماتة، ومن كان كذلك فكيف يكون إلها حتى يتخذ الصنم على صورته، ويعبد من دونه، وكذلك الكواكب أظهرها وأكبرها للحس هذه الشمس وهي مربوبة مدبرة مسخرة، لا تصرف لها بنفسها بوجه ما، بل ربها وخالقها سبحانه يأتي بها من مشرقها فتنقاد لأمره ومشيئته، فهي مربوبة مسخرة مدبرة، لا إله يعبد من دون الله. " من مفتاح دار السعادة " ثم قال تعالى:
{ 259 } { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
وهذا أيضا دليل آخر على توحد الله بالخلق والتدبير والإماتة والإحياء، فقال: { أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها } أي: قد باد أهلها وفني سكانها وسقطت حيطانها على عروشها، فلم يبق بها أنيس بل بقيت موحشة من أهلها مقفرة، فوقف عليها ذلك الرجل متعجبا و { قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها } استبعادا لذلك وجهلا بقدرة الله تعالى، فلما أراد الله به خيرا أراه آية في نفسه وفي حماره، وكان معه طعام وشراب، { فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم } استقصارا لتلك المدة التي مات فيها لكونه قد زالت معرفته وحواسه وكان عهد حاله قبل موته، فقيل له { بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه } أي: لم يتغير بل بقي على حاله على تطاول السنين واختلاف الأوقات عليه، ففيه أكبر دليل على قدرته حيث أبقاه وحفظه عن التغير والفساد، مع أن الطعام والشراب من أسرع الأشياء فسادا { وانظر إلى حمارك } وكان قد مات وتمزق لحمه وجلده وانتثرت عظامه، وتفرقت أوصاله { ولنجعلك آية للناس } على قدرة الله وبعثه الأموات من قبورهم، لتكون أنموذجا محسوسا مشاهدا بالأبصار، فيعلموا بذلك صحة ما أخبرت به الرسل { وانظر إلى العظام كيف ننشزها } أي: ندخل بعضها في بعض، ونركب بعضها ببعض { ثم نكسوها لحما } فنظر إليها عيانا كما وصفها الله تعالى، { فلما تبين له } ذلك وعلم قدرة الله تعالى { قال أعلم أن الله على كل شيء قدير } والظاهر من سياق الآية أن هذا رجل منكر للبعث أراد الله به خيرا، وأن يجعله آية ودليلا للناس لثلاثة أوجه أحدها قوله { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } ولو كان نبيا أو عبدا صالحا لم يقل ذلك، والثاني: أن الله أراه آية في طعامه وشرابه وحماره ونفسه ليراه بعينه فيقر بما أنكره، ولم يذكر في الآية أن القرية المذكورة عمرت وعادت إلى حالتها، ولا في السياق ما يدل على ذلك، ولا في ذلك كثير فائدة، ما الفائدة الدالة على إحياء الله للموتى في قرية خربت ثم رجع إليها أهلها أو غيرهم فعمروها؟! وإنما الدليل الحقيقي في إحيائه وإحياء حماره وإبقاء طعامه وشرابه بحاله، والثالث في قوله: { فلما تبين له } أي: تبين له أمر كان يجهله ويخفى عليه، فعلم بذلك صحة ما ذكرناه، والله أعلم. ثم قال تعالى: 260 } { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
وهذا فيه أيضا أعظم دلالة حسية على قدرة الله وإحيائه الموتى للبعث والجزاء، فأخبر تعالى عن خليله إبراهيم أنه سأله أن يريه ببصره كيف يحيي الموتى، لأنه قد تيقن ذلك بخبر الله تعالى، ولكنه أحب أن يشاهده عيانا ليحصل له مرتبة عين اليقين، فلهذا قال الله له: { أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } وذلك أنه بتوارد الأدلة اليقينية مما يزداد به الإيمان ويكمل به الإيقان ويسعى في نيله أولو العرفان، فقال له ربه { فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك } أي: ضمهن ليكون ذلك بمرأى منك ومشاهدة وعلى يديك. { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا } أي: مزقهن، اخلط أجزاءهن بعضها ببعض، واجعل على كل جبل، أي: من الجبال التي في القرب منه، جزء من تلك الأجزاء { ثم ادعهن يأتينك سعيا } أي: تحصل لهن حياة كاملة، ويأتينك في هذه القوة وسرعة الطيران، ففعل إبراهيم عليه السلام ذلك وحصل له ما أراد وهذا من ملكوت السماوات والأرض الذي أراه الله إياه في قوله { وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين } ثم قال: { واعلم أن الله عزيز حكيم } أي: ذو قوة عظيمة سخر بها المخلوقات، فلم يستعص عليه شيء منها، بل هي منقادة لعزته خاضعة لجلاله، ومع ذلك فأفعاله تعالى تابعة لحكمته، لا يفعل شيئا عبثا، ثم قال تعالى:
{ 261 } { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
هذا بيان للمضاعفة التي ذكرها الله في قوله { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة } وهنا قال: { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله } أي: في طاعته ومرضاته، وأولاها إنفاقها في الجهاد في سبيله { كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة } وهذا إحضار لصورة المضاعفة بهذا المثل، الذي كان العبد يشاهده ببصره فيشاهد هذه المضاعفة ببصيرته، فيقوى شاهد الإيمان مع شاهد العيان، فتنقاد النفس مذعنة للإنفاق سامحة بها مؤملة لهذه المضاعفة الجزيلة والمنة الجليلة، { والله يضاعف } هذه المضاعفة { لمن يشاء } أي: بحسب حال المنفق وإخلاصه وصدقه وبحسب حال النفقة وحلها ونفعها ووقوعها موقعها، ويحتمل أن يكون { والله يضاعف } أكثر من هذه المضاعفة { لمن يشاء } فيعطيهم أجرهم بغير حساب { والله واسع } الفضل، واسع العطاء، لا ينقصه نائل ولا يحفيه سائل، فلا يتوهم المنفق أن تلك المضاعفة فيها نوع مبالغة، لأن الله تعالى لا يتعاظمه شيء ولا ينقصه العطاء على كثرته، ومع هذا فهو { عليم } بمن يستحق هذه المضاعفة ومن لا يستحقها، فيضع المضاعفة في موضعها لكمال علمه وحكمته.
{ 262 } { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }
أي: الذين ينفقون أموالهم في طاعة الله وسبيله، ولا يتبعونها بما ينقصها ويفسدها من المن بها على المنفق عليه بالقلب أو باللسان، بأن يعدد عليه إحسانه ويطلب منه مقابلته، ولا أذية له قولية أو فعلية، فهؤلاء لهم أجرهم اللائق بهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فحصل لهم الخير واندفع عنهم الشر لأنهم عملوا عملا خالصا لله سالما من المفسدات.
{ قول معروف } أي: تعرفه القلوب ولا تنكره، ويدخل في ذلك كل قول كريم فيه إدخال السرور على قلب المسلم، ويدخل فيه رد السائل بالقول الجميل والدعاء له { ومغفرة } لمن أساء إليك بترك مؤاخذته والعفو عنه، ويدخل فيه العفو عما يصدر من السائل مما لا ينبغي، فالقول المعروف والمغفرة خير من الصدقة التي يتبعها أذى، لأن القول المعروف إحسان قولي، والمغفرة إحسان أيضا بترك المؤاخذة، وكلاهما إحسان ما فيه مفسد، فهما أفضل من الإحسان بالصدقة التي يتبعها أذى بمنّ أو غيره، ومفهوم الآية أن الصدقة التي لا يتبعها أذى أفضل من القول المعروف والمغفرة، وإنما كان المنّ بالصدقة مفسدا لها محرما، لأن المنّة لله تعالى وحده، والإحسان كله لله، فالعبد لا يمنّ بنعمة الله وإحسانه وفضله وهو ليس منه، وأيضا فإن المانّ مستعبِدٌ لمن يمنّ عليه، والذل والاستعباد لا ينبغي إلا لله، والله غني بذاته عن جميع مخلوقاته، وكلها مفتقرة إليه بالذات في جميع الحالات والأوقات، فصدقتكم وإنفاقكم وطاعاتكم يعود مصلحتها إليكم ونفعها إليكم، { والله غني } عنها، ومع هذا فهو { حليم } على من عصاه لا يعاجله بعقوبة مع قدرته عليه، ولكن رحمته وإحسانه وحلمه يمنعه من معاجلته للعاصين، بل يمهلهم ويصرّف لهم الآيات لعلهم يرجعون إليه وينيبون إليه، فإذا علم تعالى أنه لا خير فيهم ولا تغني عنهم الآيات ولا تفيد بهم المثلات أنزل بهم عقابه وحرمهم جزيل ثوابه.
| |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الجمعة 24 يونيو 2011, 3:22 pm | |
| |
|
| |
Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 46 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر السبت 25 يونيو 2011, 4:46 pm | |
| | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الثلاثاء 28 يونيو 2011, 6:18 pm | |
| |
|
| |
Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 46 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر السبت 02 يوليو 2011, 4:36 pm | |
| | |
|
| |
???? زائر
| |
| |
???? زائر
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الأحد 10 يوليو 2011, 8:53 am | |
| |
|
| |
الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الإثنين 11 يوليو 2011, 1:42 am | |
| | |
|
| |
Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 46 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الإثنين 11 يوليو 2011, 2:45 pm | |
| | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الثلاثاء 26 يوليو 2011, 6:30 pm | |
| |
|
| |
Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 46 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الإثنين 08 أغسطس 2011, 8:40 pm | |
| | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الثلاثاء 09 أغسطس 2011, 3:14 pm | |
| |
|
| |
الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر السبت 13 أغسطس 2011, 8:57 am | |
| | |
|
| |
Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 46 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الأحد 14 أغسطس 2011, 5:24 pm | |
| | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الإثنين 15 أغسطس 2011, 8:28 pm | |
| |
|
| |
الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الإثنين 15 أغسطس 2011, 10:28 pm | |
| | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الخميس 25 أغسطس 2011, 12:13 pm | |
| |
|
| |
الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الخميس 25 أغسطس 2011, 1:52 pm | |
| | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر السبت 27 أغسطس 2011, 10:56 am | |
| |
|
| |
Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 46 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر السبت 27 أغسطس 2011, 7:29 pm | |
| | |
|
| |
الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الأحد 28 أغسطس 2011, 10:24 am | |
| | |
|
| |
Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 46 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الإثنين 29 أغسطس 2011, 1:23 pm | |
| | |
|
| |
الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الإثنين 29 أغسطس 2011, 3:57 pm | |
| | |
|
| |
Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 46 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الجمعة 02 سبتمبر 2011, 1:17 pm | |
| | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر الأربعاء 14 سبتمبر 2011, 9:23 am | |
| |
|
| |
| تفسير سورة البقرة عدد آياتها 286 وهي مدنية - الجزء الثالث عشر | |
|