يقول الله تعالى في سورة الأعراف: و نادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين. هذا حوار عجيب يذكره الله على صغية الماضي و كأن الله قد اطلع عليه و قد حصل، و الله سبحانه لا تجري عليه أحوال الزمان كما تجري علينا لأنه سبحانه في الأزل فهو الأول لا شيء قبله و الآخر لا شيء بعده فله أن يذكر ما يشاء بأي صيغة يشاؤوها. هذا حوار ينادي فيه أصحاب الجنة أصحاب النار فلنا أن نفكر هنا من أي الفرقيق سنكون ذلك اليوم؟ أمن المنادين جعلني الله و إياكم منهم أم من المنادى عليهم أعاذنا الله من ذلك. إنه نداء و حوار حاصل لا محالة فما هو استعداد كل واحد منا لذلك الموقف العظيم، فيالها من سعادة إن كنا من الفريق الأول. إنهم ينادون من شدة فرحهم بما لقوه، فلقد وجدوا النعيم و الجنات و الأنهار و الحور العين، و القصور و الماء المسكوب و الظل الممدود و الفاكهة، و الرشكرا و قيل لهم كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية، و قال لهم ربهم أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعدها أبدا، و قال لهم الملائكة أدخلوها بسلام ذلك يوم الخلود. إننا و مع كل آية نقرؤوها في كتاب الله و مع كل وصف نجده من أوصاف ذلك المكان الجميل علينا أن نستشعر أننا سوف نلاقيه حقا في يوم من الأيام...