سورة البقرة :سورة مدنية
سبب التسمية:ذكر قصة البقرة التى وقعت بين موسى وقومه
تتكون من 268أية وهى أطول سورة فى القرآن الكريم
فيها أعظم اية وهى اية الكرسى
(الم) احرف مقطعة بدء الله بها بعض ابات القرآن لحكمة غفل عنها البشر
والاحرف المقطعة بعد حزف المكرر منها تصبح 14 حرف فى الجملة الاتية
[نص حكيم قاطع له سر]
وقد أختلف العلماء فى هذا السر
1- منهم من قال هذه الاحرف هى اسماء السور
2- ومنهم من قال هى فواتح افتتح الله بها السور
3- ومنهم من قال هى من العلم الذى أستئثر الله به لنفسه
4- ومنهم من قال بل هى اسماء لله تعالى
بل وقال ابن عباس رضى الله عنه هى اسم الله الاعظم
وأكثر اهل العلم قالوا هذه الاحرف انزلها الله فى أوائل بعض السور ليبين أعجاز القرآن الكريم وأنه لو أجتمع المعارضين للقرآن فانهم عاجزين عن معارضة القرآن والاتيان بمثله
ولذلك لم ينزل الله هذه الحروف جملة واحدة فى أول القرآن الكريم وانما نزلت متفرقة للتحدى والتعجيز
لم تبدء سورة من سور القرآن بهذه الاحرف الا وفيها نصرا للقرآن الكريم وتبين عظمة القرآن
(ذلك الكتاب) الكتاب هو القرآن
تعربف القرآن: هو كلام الله المعجز بلفظه ومعناه المتعبد بتلاوته المنزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المتحدى باقصر سورة فيه المنقول الينا بالتواتر المكتوب فى المصاحف من سورة الفاتحة الى سورة الناس ,عدد سوره :114 سورة
6236 اية بعد اهل الكوفة
6666 بعد غيرهم
(لاريب فيه ) اى لا شك فيه على الاطلاق
ومن اهل العلم من قال ان الريب هو شك مع تهمة
أما الشك فهو وقف النفس بين أمرين متقاربين لا يستطبع ان يرجح واحداً منهما على الاخر
كل من تدبر القرآن بعين الانصاف علم انه لا شك فيه
فالقرآن كنز معانا وبحر حقائق ونهر جواهر ودرج زواهر
وعالم علم ودقه نظم وجمال أسلوب وبهاء رونق وجميل بيان
من نظر الى القرآن فى سطوع برهانه وعلو شانه وجميل نظمه
وبلاغة كلماته وابداع تعبيراته
لو نظر الى هذا القرآن بعين العقل والانصاف لعلم يقينا انه لا شك فيه ولا ريب فيه
وان مصدريته دليل أعجازه
من القرىء من يرى الوقف عند قوله تعالى {ذلك الكتاب لا ريب}
ثم يبتدء القراءة بقوله {فيه هدى للمتقين}
لكن الوقف على قوله تعالى { ذلك الكتاب لا ريب فيه }
أبلغ وأولى
ثم تبتدء القراءة بعد ذلك بقوله تعالى { هدى للمتقين}
لتكون كلمه هدى صفة للقرآن كله
وهذا أبلغ وأولى من ان نقول {ذلك الكتاب لا ريب }{فيه هدى للمتقين}
(فيه هدى للمتقين) فيها تبعيض وتجزئة للهدى
والقرآن كله من أول الفاتحة الى الناس باوامره ونواهيه
وزواجره وحدوده وأخباره وقصصه وأمثاله وعبره
الى غير ذلك كله هدى للمتقين
(هدى للمتقين)
لقد خص الله المتقين هنا بالهدى فان كان القرآن كله فى ذاته هدى الا أنه لا ينتفع بهداية القرآن الا أهل الايمان والتقوى
لفظه هدى وردة فى القرآن على ثلاثةعشر معنى
هدى للمتقين :اى هذا القرآن مصدر الهدى والارشاد والدلالة والتعريف والبيان للمتقين الذين يتقون عذاب الله جل وعلا بأمتثال أوامره وأجتناب نواهييه والوقوف عند حدوده
المتقون جمع متقاً
والمتقى أسم فاعل من قولهم وقاه فأتقى
والتقوى هى الاسم
والمصدر الاتقاء
وكل هذه الماده مأخوذة من مادة وقا
والوقايه حفظ الشىء مما يأذيه ويضره
فأصل التقوى ان يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقايه
وتقوى العبد لربه ان يجعل بينه وبين سخط الله وعضبه عليه وعذابه وقايه
هذه الوقاية هى فعل الطاعات واجتناب المعاصى
هذه الوقاية هى أمتثال الامر واجتناب النهى والوقوف عند الحد
قال على بن ابى طالب رضى الله عنه
التقوى هى العمل بالتنزيل والخوف من الجليل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل
سئل أبو هريرة ما التقوى ؟
فقال هل مشيت على طريق فيه شوك ؟
قال نعم
فقال ماذا صنعت ؟
قال :كنت اذا رأيت الشوك أتقيته
فقال ذاك التقوى
أذا كانت الغاية من خلق الخلق هى العبادة
فالغاية من كل عبادة هى التقوى
(الذين يؤمنون بالغيب)
قال بن عباس رضى الله عنهما : يؤمنون اى يصدقون
الايمان لغة : التصديق
لكن المعنى اللغوى لا يؤدى المعنى شرعى واصطلاحا
الايمان شرعا هو :قولا وعمل يزيد وينقص
قولا باللسان وأعتقاداً بالجنان وعملاً بالجوارح والاركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
الايمان له أركان هى:
ان تؤمن بالله وملائكته وكتبة ورسله
وان تومن بالله واليوم الاخر
وان تؤمن بالقدر خيره وشره
الايمان له طعم
روى مسلم من حديث العباس ان النبى صلى الله عليه وسلم قال :[ذاق طعم الايمان من رضى بالله رب وبالاسلام دين وبحمد صلى الله عليه وسلم نبى ورسولاً]
الايمان له حلاوة
روى البخارى ومسلم من حديث انس انه صلى الله عليه وسلم قال [ ثلاثا من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكن الله ورسوله أحب اليه مما سواهما , وان يحب المرء لا يحبه الا لله ,وان يكره ان يعود الى الكفر بعد اذ أنقذه الله منه كما يكره ان يقذف فى النار ]
الايمان له نور
روى الامام أبو نعيم فى الحلية والديلمى والطبرانى بسند حسنه الالبانى من حديث على ان الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم قال [ما من القلوب قلب الا له سحابة كسحابة القمر فبينما القمر مضيىء اذ علته سحابة فأظلم فاذا تجلت عنه أضاء]
الغيب لغة هو كل ما غاب عنك
(يؤمنون بالغيب)أختلف السلف والمفسرين فى تفسير ها فمنهم من قال
(يؤمنون بالغيب ) اى يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر
ومنهم من قال يؤمنون بالجنة والنار والبعث
وقال بن عباس (يؤمنون بالغيب)اى بما جاء من عند الله سبحانه وتعالى
قال زيد بن أسلم (يؤمنون بالغيب ) اى بالقدر
والغيب هو كل ما غاب عنا وأخبرنا به ربنا على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم مما لا تنتهى اليه العقول وحدها ولا تدركه العقول وحدها
لان محاولة أدراك الغيب بالعقل المحدود بحدود المكان والزمان محاولة بأسة فاشلة بالعقل
(ويقيمون الصلاة ) اى يتمون ركوعها وسجودها والتلاوة فيها ويحققون فيها الخشوع ويقبلون فيها على الله جل وعلا
فالمصلون كثير والمقيمون للصلاة قليل
ثبت فى الصحيحين من حديث أبى هريرة رضى الله عنه ان رجل دخل المسجد النبوى ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فى ناحية المسجد .
فدخل الرجل فصلى ,ثم جاء فسلم على النبى عليه الصلاة والسلام
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما رد عليه السلام
أرجع فصلى فانك لم تصلى
فرجع الرجل فصلى
ثم جاء الى النبى فسلم عليه
فرد النبى صلى الله عليه وسلم عليه السلام
و قال أرجع فصلى فانك لم تصلى
فرجع الرجل فأعاد الصلاة
ثم أتى النبى صلى الله عليه وسلم فى المرت الثالثة
فسلم على النبى صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام
ثم قال أرجع فصلى فانك لم تصلى
فقال والذى بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمنى يا رسول الله
فقال له اذا قمت الى الصلاة فأسبغ الوضوء
ثم أستقبل القبلة فكبر
ثم أقرء الفاتحة وما تيسرمعك من القرآن
ثم أركع حتى تطمئن راكعا
ثم أرفع حتى تستوى قائما
ثم أسجد حتى تطمئن ساجدا
ثم أرفع حتى تطمئن جالسا
ثم أسجد حتى تطمئن ساجدا
ثم أرفع حتى تستوى قائما
ثم أفعل ذلك فى صلاتك كلها
فى الحديث الصحيح الذى رواه مالك فى الموطأ
بسندصحيح من حديث النعمان بن مره
ان النبى صلى الله عليه وسلم قال :[أسوء الناس سرقاًالذى يسرق صلاته. فقالوا فكيف يسرق صلاته يارسول الله .قال صلى الله عليه وسلم :لا يتم ركوعها ولا سجودها ]
فى صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه انه صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يؤخر صلاة العصر الى قبيل الغروب أو حتى تغرب الشمس ,قال تلك صلاة المنافق يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرنى الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله الا قليلاً]
وفضل الصلاة عظيم
فالصلاة ركنا من اركان االدين
والصلاة صلتا بين العبد وربه
الصلاة تطهير للذنوب وتكفير للسيئات
(ومما رزقناهم ينفقون)
رزقناهم :هذه اللفظة تأكد ان المتقين يعتقدون ان ما يمتلكونه من مال انما هو رزق الكبير المتعال
والرزق هو ما تقوم به حياة كل كائن حى ماديا كان هذا الرزق أو معنويا
فالمال رزق والايمان رزق والهداية رزق والاسلام رزق والعلم رزق والخلق رزق
فلما علم المؤمن التقى ان المال رزق من عند الله سخره فى الانفاق
فالمال ليس مالك انما هو مال الله
قال الله تعالى {واتوهم من مال الله الذى أتاكم}
وقال تعالى { وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه }
وفى قوله تعالى { أنما أموالكم وأولادكم فتنة}
اضاف ماله الينا أضافة تشريف وابتلاء وأختبار وتمحيص
ينفقون اى يخرجون حق الله سبحانه وتعالى فى أموالهم من زكاة المال
والنفقةالواجبة على الاهل والاولاد والنفقة على الملك
ويتصدقون على الفقراء والمساكين
قال صلى الله عليه وسلم
كما فى صحيح مسلم
أفضل دينار ينفقه الرجل
دينارا ينفقه الرجل على وعياله
ودينارا ينفقه على دابته فى سبيل الله
ودينارا ينفقه على أصحابه فى سبيل الله
قال صلى الله عليه وسلم
الصدقة على المسكين صدقه
وعلى الرحم أثنتان صدقة وصله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فى مسند الامام أحمد من حديث أبى هريرة
أفضل الصدقة جهد المقل وابدء بمن تعول