أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى | |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع | |
| | قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم | |
|
+5محمد فؤاد Noor3 الحاجة أبتسام الامل في الله الغد أفضل 9 مشترك | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 6:53 am | |
| | |
| | | الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 6:56 am | |
| حادثة الإفك المبينفي سورة النور - وهي سورة مدنية - كثير من الآيات التي شُرعت حماية للمجتمع وصيانة له من كل ما يقوض أركانه ، ويزعزع بنيانه ؛ فنقرأ فيها ما يتعلق بجريمة الزنا، وجريمة القذف ، وأحكام الملاعنة بين الزوجين ، وغير ذلك من الأحكام التي تضمنتها هذه السورة ، والتي تشكل الحصن الحصين للحفاظ على سلامة المجتمع ، وتحميه من التفسخ والتآكل والزوال.وباختصار فإن هذه السورة الكريمة عالجت ناحية من أخطر النواحي الاجتماعية هي ((مسألة الأسرة)) وما يحفها من مخاطر ، وما يعترض طريقها من عقبات ومشاكل قد تودي بها إلى الانهيار ثم الدمار ، عما فيها من آداب سامية ، وحكم عالية ، وتوجيهات رشيدة ، إلى أسس الحياة الفاضلة الكريمة ، ولهذا كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أهل الكوفة يقول لهم : علّموا نساءكم سورة النور.وفي أثناء هذه السورة وردت قصة الإفك ، تلك القصة التي أقضَّت مضاجع المجتمع الإسلامي وقت حدوثها. وقد أخبرنا سبحانه عن هذا الحدث الأليم فى سورة النور.
قال تعالى
إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ
مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)
والإفك : هو الكذب والبهتان والافتراء.
وهذه الآية وبعض آيات بعدها ، كلها نزلت في شأن ((عائشة بنت أبى بكر))
أم المؤمنين رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت الصديق أبو بكر ،
حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب البحت والفرية ،
فغار الله عز وجل لها ولنبيه صلوات الله وسلامه عليه ، فأنزل الله تعالى براءتها من فوق سبع
سمارات ، صيانة لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحاصل هذا الخبر الذي نزلت بسببه هذه الآية وما تبعها من آيات ؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة بني المصطلق ، ونزل في مكان
قريب من المدينة ، أمر الناس أن يتجهزوا للرحيل.
فلما علمت عائشة رضي الله عنها بذلك خرجت وابتعدت عن الجيش لقضاء بعض شأنها ،
فلما انتهت من قضاء حاجتها عادت إلى مكانها ، ثم تبين لها أنها قد أضاعت عقدًا
كان في صدرها ، فرجعت تلتمسه فأخرها البحث عنه ، وكان الوقت ليلاً.
وأقبل الرهط الذين كانوا يشدون الناقة ، فحملوا الهودج الذى تجلس به السيدة عائشة ،
ورفعوه على الناقة التى تركبها ، وكانوا يحسبون أنها فيه ، وكانت النساء فى الغزوة
لا يأكلن كثيرا ولا يأكلن إلا لقيمات قليلة فلا يزداد وزنهن ، فلم يستنكر القوم خفة الهودج
حين رحلوه ورفعوه ورحلوا.
فلما وجدت العقد رجعت إلى حيث كانت فلم تجد أحدًا ، فاضطجعت في مكانها رجاء أن يفتقدوها
فيرجعوا إليها ، فنامت.
وكان ((صفوان بن المعطِّل)) قد أوكل إليه النبي صلى الله عليه وسلم حراسة مؤخِّرة الجيش ،
فلما علم بابتعاد الجيش ، وأمن عليه من غدر العدو ، ركب راحلته ليلتحق بالجيش ،
فلما بلغ الموضع الذي كان به الجيش أبصر سواد إنسان ، فإذا هي عائشة ،
وكان قد رآها قبل الحجاب ، فاسترجع (قال: إنا لله وإن إليه راجعون) ،
زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فاستيقظت عائشة رضي الله عنها على صوت استرجاعه ، ونزل عن ناقته وأدناها منها ،
فركبتها عائشة وأخذ يقودها حتى لحق بالجيش وما كلمها كلمة واحدة ، ولم تسمع منه إلا استرجاعه.
وكان ((عبد الله بن أبي بن سلول)) رأس المنافقين في الجيش ، فقال: زوج نبيكم تبيت مع رجل ،
ويأتي بها في الصباح يقودها والله ما نجت منه ولا نجا منها.
ووجد الخبيث عدو الله ابن أبي متنفساً ، فتنفس من كرب النفاق والحسد الذي بين ضلوعه ،
فجعل يستحكي الإفك ، ويستوشيه ، ويشيعه ، ويذيعه ، ويجمعه ويفرقه ، وكان أصحابه
يتقربون به إليه ، فصدق قوله ((حسان بن ثابت)) ، و ((مِسطَح بن أُثاثة)) ،
و ((حمنة بنت جحش)) أخت زينب بنت جحش أم المؤمنين.
فلما قدموا المدينة أفاض أهل الإفك في الحديث ، وأشاع الخبر طائفة من المنافقين
أصحاب عبد الله بن أبي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لايتكلم ،
ثم استشار أصحابه ـ لما استلبث الوحي طويلاً ـ في فراقها ، فأشار عليه
علي بن أبى طالب رضي الله عنه أن يفارقها ، ويأخذ غيرها ، تلويحاً لاتصريحاً ،
وأشار عليه أسامة وغيره بإمساكها، وألا يلتفت إلى كلام الأعداء.
فقام على المنبر يستعذر من عبد الله ابن أبي ، فأظهر أسيد بن حضير سيد الأوس
رغبته في قتله فأخذت سعد بن عبادة ـ سيد الخزرج ، وهي قبيلة ابن أبي ـ الحمية القبلية ،
فجري بينهما كلام تثاور له الحيان ، فخفضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سكتوا وسكت.
أما عائشة فلما رجعت مرضت شهراً - وهي لاتعلم عن حديث الإفك شيئاً -
سوي أنها كانت لا تعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللطف الذي كانت تعرفه حين تشتكي.
فلما نَقِهَتْ (شفيت) خرجت مع أم مِسْطَح
(امرأة من الأنصار وهي بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وأمها ابنة صخر
بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب
وهو الذى صدق بالإفك) إلى البَرَاز ليلاً.
فعثرت أم مسطح في مِرْطِها ، فدعت على ابنها وقالت : تعس مسطح.
فاستنكرت ذلك عائشة منها وقالت لها : بئسما قلتى .. تسبين رجلا شهد بدرا ؟
فقالت : ألم تسمعي ما قال؟
فقالت عائشة : وماذا قال؟
فأخبرتها أم مسطح خبر أهل الإفك.
فزادت عائشة مرضا على مرضها وهالها الأمر ، فرجعت عائشة واستأذنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لتذهب إلى أبويها وتستيقن الخبر.
ثم أتتهما بعد الإذن حتى عرفت جلية الأمر ، فجعلت تبكي ، فبكت ليلتين ويوماً ،
لم تكن تكتحل بنوم ، ولا يرقأ لها دمع ، حتى ظنت أن البكاء فالق كبدها.
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فتشهد وقال أما بعد يا عائشة ،
فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت
بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ، ثم تاب إلى الله تاب الله عليه)
وحينئذ قَلَص دمعها ، وقالت لكل من أبويها أن يجيبا ، فلم يدريا ما يقولان.
فقالت:(والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم ، وصدقتم به ،
فلئن قلت لكم إني بريئة ـ والله يعلم أني بريئة ـ لا تصدقونني بذلك ،
ولئن اعترفت لكم بأمر ـ والله يعلم أني منه بريئة ـ لتُصَدِّقنِّي ، والله ما أجد لي
ولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف ، قال: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)
ثم تحولت واضطجعت ، ونزل الوحي ساعته ، فَسُرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك.
فكانت أول كلمة تكلم بها: (يا عائشة أما الله فقد برأك)
فقالت لها أمها: قومي إليه.
فقالت عائشة ـ إدلالاً ببراءة ساحتها ، وثقة بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ :
والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله.
وجُلِد من أهل الإفك حسان بن ثابت ، و مِسْطَح بن أثاثة ، وحَمْنَة بنت جحش ،
جلدوا ثمانين ثمانين ، ولم يُحَدّ الخبيث عبد الله بن أبي مع أنه رأس أهل الإفك ،
والذي تولي كبره ؛ إما لأن الحدود تخفيف لأهلها ، وقد وعده الله بالعذاب العظيم في الآخرة ،
وإما للمصلحة التي ترك لأجلها قتله.
وقال أبو بكر (وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره) : لا أنفق عليه الله عز وجل.
فنزلت الأية 22 من سورة النور
وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ
فِي سَبِيلِ اللَّه وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُو أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)
فقال أبو بكر : والله إني لأحب أن يغفر الله لي ، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه ،
وقال : لا أنزعها منه أبدا.
قال ابن إسحاق: أما عبد الله بن أبي فجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه
هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنفونه - خاصة ابنه حتى أنه طلب من الرسول قتله
بنفسه – وسنذكر قصتهما فى جزء لاحق بإذن الله.
فهذه قصة الإفك باختصار ، وقد ذُكرت في كتب الصحاح بشكل مفصل ، وكانت هذه
الحادثة السبب الذي نزل لأجله قوله تعالى
(إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ
مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
وما تلاها من آيات.
ليعلمنا الله بغضبه ولعنته لكل من يتهم زوجة شريفة فى عرضها بدون وجه
حق او دليل وشهداء على قوله.
سورة النور
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ
فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ(4)
إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(5)
سورة النور
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ
دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)
كذلك نزل قوله تعالى
سورة الحجرات
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)
ولذلك يجب أن نتقيد بأوامر الله لنا فى التأكد من أى خبر نسمعه قبل الإسراع بتصديقه
ونشره .. فقد نظلم بريئا أو نتهم شريفا فى عرضه ويلحق بنا غضب الله ولعنته
وقد روى البخاري في "صحيحه" أن أم رومان - وهي أم عائشة رضي الله عنها -
سئلت عما قيل فيها - أي في عائشة - ما قيل ، قالت: بينما أنا مع عائشة جالستان
إذ دخلت علينا امرأة من الأنصار ، وهي تقول: فعل الله بفلان وفعل.
قالت: فقلت: لِمَ؟
قالت: إنه نما (من النميمة) ذكر الحديث.
فقالت عائشة : أي حديث؟
فأخبرتها.
قالت عائشة: فسمعه أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالت: نعم.
فخرت عائشة مغشيًا عليها ، فما أفاقت إلا وعليها حمى.
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما لهذه !
قلت: حمى أخذتها من أجل حديث تحدث به.
فقعدت فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقونني ، ولئن اعتذرت لا تعذرونني ،
فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه ، فالله المستعان على ما تصفون ، فانصرف
النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ما أنزل ، فأخبرها فقالت بحمد الله لا بحمد أحد.
وقد أجمع المسلمون على أن المراد بالآية ما وقع من حديث الإفك في حق عائشة أم المؤمنين ،
وإنما وصفه الله بأنه إفك ، لأن المعروف من حالها رضي الله عنها خلاف ذلك.
فالذين جاؤوا بالإفك ليسوا واحدًا ولا اثنين بل جماعة ، فكان المقدم في هذه اللعنة
عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين ، فإنه هو الذي لفَّق الخبر ، ونشره بين الناس ،
حتى دخل ذلك في أذهان بعض المسلمين فتكلموا به.
ولم يكن عبد الله بن أبي بن سلول وحده هو الذي أطلق ذلك الإفك ، إنما هو الذي تولى معظمه ،
وهو يمثل عصبة اليهود أو المنافقين ، الذين عجزوا عن
حرب الإسلام جهرة فتواروا وراء ستار الإسلام ، ليكيدوا للإسلام خفية ،
وكان حديث الإفك إحدى مكائدهم القاتلة ، ثم خدع فيها بعض المسلمين ،
فخاض منهم من خاض في حديث الإفك.
إن أمر هذه الفتنة لم يكن أمر عائشة رضي الله عنها فحسب ، ولم يكن قاصرًا
على شخصها فقط ، بل تجاوزها إلى الأمة بأكملها متمثلة بشخص
الرسول صلى الله عليه وسلم ، كذلك لم يكن حديث الإفك رمية لـ عائشة وحدها ،
إنما كان رمية للعقيدة في شخص نبيها وبانيها ، من أجل ذلك أنزل الله القرآن
ليفصل في القضية المبتدعة ، ويرد المكيدة المدبرة ، ويتولى المعركة الدائرة
ضد الإسلام ورسول الإسلام ، وبالتالي ليكشف عن الحكمة وراء ذلك كله التي لا يعلمها إلا الله :
(لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ)
لقد كانت معركة خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخاضتها الأمة المسلمة يومذاك ، وخاضها الإسلام ، وخرج الجميع منها مؤيدًا بنصر الله ؛ إذ هذه سُنَّة الله في نصرة الحق وأهله.(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (يوسف:21)
أيات الحادثة كاملة من القرآن الكريم سورة النور
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُم لْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ
مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)
لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)
لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13)
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14)
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)
وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)
يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17)
وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ
بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا
وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)
وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَٰئِكَ
مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)
صدق الله العظيمحكم قذف المحصنات قذف المحصنات من كبائر الذنوب لقد حرّم الله تعالى على المسلم الاستطالة في عرض أخيه المسلم (وسواء في هذا الحكم الرجال والنساء)
قال تعالى – سورة الأحزاب
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا (58)
و المعنيّون بالوعيد في هذه الآية هم الذين يستطيلون في أعراض المسلمين ظلماً و عدواناً
(أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه و لم يفعلوه "فقد احتملوا بهتاناً
و إثماً مبيناً" وهذا هو البَهت الكبير أن يحكيَ أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات
ما لم يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم)
وقال جلّ وعلا – سورة النور
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)
سورة النورإِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)قال ابن جرير(نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة فِي شَأْن عَائِشَة , وَ الْحُكْم بِهَا عَامّ فِي كُلّ مَنْ كَانَ بِالصِّفَةِ الَّتِي وَ صَفَهُ اللَّه بِهَا فِيهَا ، وَ إِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى تَأْوِيلاته بِالصَّوَابِ ; لأَنَّ اللَّه عَمَّ بِقَوْلِهِ : "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَات الْغَافِلات الْمُؤْمِنَات" كُلّ مُحْصَنَة غَافِلَة مُؤْمِنَة رَمَاهَا رَامٍ بِالْفَاحِشَةِ , مِنْ غَيْر أَنْ يَخُصّ بِذَلِكَ بَعْضًا دُون بَعْض , فَكُلّ رَامٍ مُحْصَنَة بِالصِّفَةِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي هَذِهِ الآيَة فَمَلْعُون فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة وَلَهُ عَذَاب عَظِيم , إِلا أَنْ يَتُوب مِنْ ذَنْبه ذَلِكَ قَبْل وَفَاته , فَإِنَّ اللَّه دَلَّ بِاسْتِثْنَائِهِ بِقَوْلِهِ : " إلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْد ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا "عَلَى أَنَّ ذَلِكَ حُكْم رَامِي كُلّ مُحْصَنَة بِأَيِّ صِفَة كَانَتْ الْمُحْصَنَة الْمُؤْمِنَة الْمَرْمِيَّة , وَعَلَى أَنَّ قَوْله : "لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَة وَ لَهُمْ عَذَاب عَظِيم" مَعْنَاهُ : لَهُمْ ذَلِكَ إِنْ هَلَكُوا وَلَمْ يَتُوبُوا)وروى أبو داود في سننه وأحمد في مسنده بإسنادٍ صحيحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ (إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ)والمنهي عنه في هذا الحديث هو إطالة اللسان في عرض المسلم ؛ باحتقاره والترفع عليه , والوقيعة فيه بنحو قذفٍ أو سبٍ , وإنما يكون هذا أشد تحريماً من المراباة في الأموال لأن العرض أعز على النفس من المال.ولمّا كان القذف من أشنع الذنوب ، وأبلغها في الإضرار بالمقذوف والإساءة إليه ، كان التحذير منه في القرآن الكريم شديداً ، و مقروناً بما يردع الواقع فيه من العقوبة.قال تعالى – سورة النوروَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية(يقول تعالى ذكره : والذين يشتمون العفائف من حرائر المسلمين , فيرمونهن بالزنا , ثم لم يأتوا على ما رموهن به من ذلك بأربعة شهداء عدول يشهدون عليهن أنهم رأوهن يفعلن ذلك , فاجلدوا الذين رموهن بذلك ثمانين جلدة , ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً , وأولئك هم الذين خالفوا أمر الله وخرجوا من طاعته ففسقوا عنها)وقال الحافظ ابن كثيرٍ رحمه الله(هذه الآية الكريمة فيها بيان حكم جلد القاذف للمحصنة ؛ و هي : الحرة البالغة العفيفة فإذا كان المقذوف رجلا فكذلك يجلد قاذفه أيضا ، وليس فيه نزاع بين العلماء ... وأوجب الله على القاذف إذا لم يُُقم البينة على صحة ما قال ثلاثة أحكام :أحدها : أن يجلد ثمانين جلدة .الثاني : أنه ترد شهادته أبداً .الثالث : أن يكون فاسقاً ليس بعدل لا عند الله و لا عند الناس)والقذف الذي يوجب الحد هو الرمي بالزنا أو اللواط أو ما يقتضيهما كالتشكيك في الأنساب والطعن في الأمّهات تصريحاً على الراجح (وهو مذهب أبي حنيفة و الشافعي) ، لا تعريضاً ولا تلميحاً (خلافاً لمذهب الإمام مالك ومن وافقه) ، إلاّ إن أقرّ المعرّض بأن مراده هو القذف الصريح. | |
| | | الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 7:00 am | |
| | |
| | | الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 7:01 am | |
| | |
| | | الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 7:03 am | |
| | |
| | | الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 7:04 am | |
| | |
| | | الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 7:06 am | |
| | |
| | | الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 7:07 am | |
| سبب نزول قوله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم}
في سورة الأنبياء - وهي سورة مكية - يستوقفنا قوله تعالى
إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)
وفي السورة نفسها ، نقرأ قوله تعالى
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101)
وفي سورة الزخرف يطالعنا قوله تعالى
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57)
سورة الأنبياء
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ
مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)
لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100)
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ
حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ
الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103)
سورة الزخرف
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ
أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (59)
وبين هذه الآيات ترابط نتعرف عليه فيما يلى
ذكر ابن إسحاق رحمه الله في "سيرته" قال
جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - يومًا مع الوليد بن المغيرة
في المسجد، فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم ، وفي المسجد غير
واحد من رجال قريش ، فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعرض له النضر بن الحارث ،
فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه، وتلا عليه وعليهم من سورة الأنبياء
إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً
مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100)
ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل عبد الله بن الزبعري
(وهو أحد أهم شعراء قريش) حتى جلس معهم.
فقال الوليد بن المغيرة لـ عبد الله بن الزبعري : والله ما قام النضر بن الحارث لـ ابن عبد المطلب
آنفًا ولا قعد ، وقد زعم محمد أنَّا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم.
فقال عبد الله بن الزبعري : أَمَا والله لو وجدته لخصمته ، فسلوا محمدًا ، أَكُلُّ ما يُعبد من
دون الله في جهنم مع من عَبَدَه ؟ فنحن نعبد الملائكة ، واليهود تعبد عزيرًا ،
والنصارى تعبد المسيح عيسى ابن مريم.
فعجب الوليد بن المغيرة ومن كان معه في المجلس من قول عبد الله بن الزبعري ،
ورأوا أنه قد احتج وخاصم.
فذُكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
(كل من أحب أن يُعبد من دون الله فهو مع من عبده ، إنهم إنما يعبدون الشيطان ، ومن أمرهم بعبادته)
وأنزل الله
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ
حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102)
أي: عيسى ، وعُزير ، ومن عبدوا من الأحبار والرهبان ، الذين مضوا
على طاعة الله ، فاتخذهم من يعبدهم من أهل الضلالة أربابًا من دون الله.
ونزل فيما يذكرون أنهم يعبدون الملائكة ، وأنهم بنات الله
سورة الأنبياء
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ
وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ
ارْتَضَىٰ وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِنْ دُونِهِ
فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29)
ونزل فيما ذُكر من أمر عيسى وأنه يُعبد من دون الله ، وعَجَبِ الوليد
ومَن حضره من حجته وخصومته
سورة الزخرف
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ
مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ
وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ
(60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)
أي ما وضعت على يديه من الآيات من إحياء الموتى ، وإبراء الأسقام فكفى
به دليلا على علم الساعة يقول (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)
وقد قال أكثر المفسرين: إن هذه الآية نزلت في مجادلة ابن الزعبري
مع النبي صلى الله عليه وسلم ، لما نزل قوله تعالى: { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ }
ثم قال أهل العلم: وهذا الذي قاله ابن الزبعري خطأ كبير ، لأن الآية
إنما نزلت خطابًا لأهل مكة في عبادتهم الأصنام التي هي جماد لا تعقل ،
ليكون ذلك تقريعًا وتوبيخًا لعابديها ، ولهذا قال: { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ }
فكيف يورد على هذا المسيح وعزير ونحوهما ممن له عمل صالح ، ولم يرضَ بعبادة من عَبَدَه
ولا يخفى أن ما قاله ابن الزبعري مندفع من أصله وفصله ، وباطل في جملته
وتفصيله ؛ وقد قال كثير من أهل العلم: ولا يدخل في هذه الآية عيسى ، وعزير ، والملائكة ؛
لأن { ما } في الآية لمن لا يعقل ، ولو أراد العموم لقال: ومَن تعبدون.
قال الزجاج : ولأن المخاطبين بهذه الآية مشركو مكة دون غيرهم ؛ وهم كانوا
يعبدون الأصنام وما شابهها ؛ لذلك جاءت الآية بلفظ: { وَمَا تَعْبُدُونَ } و (ما) بلسان العرب لما لا يعقل.
وقد ذكر ابن كثير في "تفسيره" أن عبد الله بن الزبعري قد أسلم بعد ذلك عند فتح مكة ، وكان من الشعراء المشهورين.
وروى عدد من أصحاب التفاسير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال
آية لا يسألني الناس عنها لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها ؟
فقيل: وما هي ؟
قال: { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }
لما أنزلت شق على كفار قريش ، وقالوا: شتم آلهتنا ، وأتوا عبد الله ابن الزبعري السهمي وأخبروه.
فقال: لو حضرته لرددت عليه.
قالوا: وما كنت تقول ؟
قال: كنت أقول له: هذا المسيح تعبده النصارى ، واليهود تعبد عزيرًا ،
أفهما من حصب جهنم؟
فعجبت قريش من مقالته ، ورأوا أن محمدًا قد خُصم ، فأنزل الله تعالى:
{إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} وفيه نزل قوله تعالى:
{ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } يعني: ابن الزبعري.
وعن ابن عباس أيضًا قال
لما نزلت: { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } ، قال المشركون: فالملائكة ، وعزير ،
وعيسى ، يُعبدون من دون الله ، فنزلت: { لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا } (الأنبياء:99)
أي: الآلهة التي يعبدون.
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش: يا معشر قريش ،
لا خير في أحد يُعبد من دون الله ، قالوا: أليس تزعم أن عيسى كان عبدًا نبيًا ،
وعبدًا صالحًا ، فإن كان كما تزعم ، فقد كان يُعبد من دون الله
فأنزل الله تعالى: { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ }
أي: يضجون ، كضجيج الإبل عند حمل الأثقال.
وفي تفسير ابن كثير عن ابن عباس قال جاء عبد الله بن الزبعري إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تزعم أن الله أنزل عليك هذه الآية: { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }فقال ابن الزبعري : قد عُبدت الشمس ، والقمر ، والملائكة ، وعزير ، وعيسى ابن مريم ،أَكُلُّ هؤلاء في النار مع آلهتنا ؟فنـزل قوله تعالى: { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ }ثم نزلت: { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } قال ابن كثير : رواه الحافظ أبو عبد الله في كتابه "الأحاديث المختارة"
وعن مجاهد قال: إن قريشًا قالت إن محمدًا يريد أن نعبده كما عَبَدَ قوم عيسى عيسى ، فأنزل الله هذه الآية.والله أعلى وأعلم | |
| | | الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 7:08 am | |
| كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ يقول الله تعالى في سورة ال عمرانبسم الله الرحمن الرحيم
كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ
صدق الله العظيم أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال: حرم على نفسه العروق، وذلك أنه كان يشتكي عرق النسا، فكان لا ينام الليل فقال: والله لئن عافاني الله منه لا يأكله لي ولد، وليس مكتوبا في التوراة. "وسأل محمد صلى الله عليه وسلم نفرا من أهل الكتاب فقال: ما شأن هذا حراما؟ فقالوا: هو حرام علينا من قبل الكتاب فقال الله {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل} إلى {إن كنتم صادقين} " يقول ابن جرير رحمه الله يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: أنه لـم يكن حرّم علـى بنـي إسرائيـل ـ وهم ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيـم خـلـيـل الرحمن ـ شيئا من الأطعمة من قبل أن تنزل التوراة, بل كان ذلك كله لهم حلالاً, إلا ما كان يعقوب حرّمه علـى نفسه, فإن ولده حرّموه استنانا بأبـيهم يعقوب, من غير تـحريـم الله ذلك علـيهم فـي وحي ولا تنزيـل ولا علـى لسان رسول له إلـيهم من قبل نزول التوراة.
ثم اختلف أهل التأويـل فـي تـحريـم ذلك علـيهم, هل نزل فـي التوراة أم لا؟فقال بعضهم: لـما أنزل الله عزّ وجلّ التوراة, حرّم علـيهم من ذلك ما كانوا يحرّمونه قبل نزولها... ثم ذكر الآثار في الآية ثم قال:فتأويـل الاَية علـى هذا القول: كل الطعام كان حلاّ لبنـي إسرائيـل, إلا ما حرّم إسرائيـل علـى نفسه من قبل أن تنزل التوراة, فإن الله حرّم علـيهم من ذلك ما كان إسرائيـل حرّمه علـى نفسه فـي التوراة, ببغيهم علـى أنفسهم, وظلـمهم لها. قل يا مـحمد: فأتوا أيها الـيهود إن أنكرتـم ذلك بـالتوراة, فـاتلوها إن كنتـم صادقـين أن الله لـم يحرم ذلك علـيكم فـي التوارة, وأنكم إنـما تـحرّمونه لتـحريـم إسرائيـل إياه علـى نفسه
ثم قالوقال آخرون: ما كان شيء من ذلك علـيهم حراما, لا حرّمه الله علـيهم فـي التوراة, وإنـما هو شيء حرّموه علـى أنفسهم اتبـاعا لأبـيهم, ثم أضافوا تـحريـمه إلـى الله. فكذبهم الله عز وجل فـي إضافتهم ذلك إلـيه, فقال الله عزّ وجلّ لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قل لهم يا مـحمد: إن كنتـم صادقـين, فأتوا بـالتوراة فـاتلوها, حتـى ننظر هل ذلك فـيها, أم لا؟ لـيتبـين كذبهم لـمن يجهل أمرهم... وذكر الآثار في هذا القول
ثم قالوقال آخرون تأويـل ذلك: كل الطعام كان حِلاّ لبنـي إسرائيـل, إلا ما حرّم إسرائيـل علـى نفسه من قبل أن تنزل التوراة, فإن ذلك حرام علـى ولده بتـحريـم إسرائيـل إياه علـى ولده, من غير أن يكون الله حرّمه علـى إسرائيـل ولا علـى ولده.
ثم رجح فقالوأولـى الأقوال فـي ذلك عندنا بـالصواب, قول من قال: معنى ذلك: كل الطعام كان حلاّ لبنـي إسرائيـل من قبل أن تنزل التوارة, إلا ما حرّم إسرائيـل علـى نفسه من غير تـحريـم الله ذلك علـيه, فإن كان حراما علـيهم بتـحريـم أبـيهم إسرائيـل ذلك علـيهم, من غير أن يحرّمه الله علـيهم فـي تنزيـل ولا بوحي قبل التوراة, حتـى نزلت التوراة, فحرم الله علـيهم فـيها ما شاء, وأحلّ لهم فـيها ما أحبّ
هذا كلامه رحمة الله تعالى عليه
ويتبين منه أن دعوى اليهود التي طولبوا بإتيان التوراة لإثباتها هي -على قول- أن التحريم لم ينزل في التوراة وإنما هم حرموه على أنفسهم استنانا بأبيهم أو- على القول الآخر- أن التحريم نزل في التوراة فكذبهم الله في إضافة التحريم إليه في التوراة وألزمهم أن يأتوا بها حتى يثبتوا ذلك فهم حرموا حلالا عليهم ونسبوا التحريم إلى الله
أما ابن كثير رحمه الله فكلامه على الآية كلام عام على طريقة ذكر المعنى الإجمالي للآية فإنه يرجع الآية إلى مسألة النسخ وأن الآية تلزم اليهود إلزاما يبطل ما يعتقدونه من أن النسخ غير ممكن في الشريعة وفي حق الله عز وجل
يقول رحمه الله:المناسبة الثانية - أي للآية مع ما قبلها- : لما تقدم بيان الرد على النصارى, واعتقادهم الباطل في المسيح وتبيين زيف ما ذهبوا إليه وظهور الحق واليقين في أمر عيسى وأمه, كيف خلقه الله بقدرته ومشيئته وبعثه إلى بني إسرائيل يدعو إلى عبادة ربه تبارك وتعالى, شرع في الرد على اليهود قبحهم الله تعالى وبيان أن النسخ الذي أنكروا وقوعه وجوازه قد وقع, فإن الله تعالى قد نص في كتابهم التوراة أن نوحاً عليه السلام لما خرج من السفينة, أباح الله له جميع دواب الأرض يأكل منها, ثم بعد هذا حرم إسرائيل على نفسه لحمان الإبل وألبانها فاتبعه بنوه في ذلك, وجاءت التوراة بتحريم ذلك, وأشياء أخرى زيادة على ذلك, وكان الله عز وجل قد أذن لاَدم في تزويج بناته من بنيه, وقد حرم ذلك بعد ذلك , وكان التسري على الزوجة مباحاً في شريعة إبراهيم عليه السلام, وقد فعله إبراهيم في هاجر لما تسرى بها على سارة, وقد حرم مثل هذا في التوراة عليهم, وكذلك كان الجمع بين الأختين سائغاً, وقد فعله يعقوب عليه السلام جمع بين الأختين, ثم حرم عليهم ذلك في التوراة, وهذا كله منصوص عليه في التوراة عندهم, وهذا هو النسخ بعينه, فكذلك فليكن ما شرعه الله للمسيح عليه السلام, في إحلاله بعض ما حرم في التوراة, فما بالهم لم يتبعوه ؟ بل كذبوه وخالفوه ؟ وكذلك ما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم من الدين القويم, والصراط المستقيم, وملة أبيه إبراهيم, فما بالهم لا يؤمنون ؟ ولهذا قال تعالى: {كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة} أي كان حلاً لهم, جميع الأطعمة قبل نزول التوراة إلا ما حرمه إسرائيل, ثم قال تعالى: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} فإنها ناطقة بما قلناه {فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون} أي فمن كذب على الله وادعى أنه شرع لهم السبت والتمسك بالتوراة دائماً, وأنه لم يبعث نبياً آخر يدعو إلى الله بالبراهين والحجج بعد هذا الذي بيناه من وقوع النسخ وظهور ما ذكرناه {فأولئك هم الظالمون} ثم قال تعالى: {قل صدق الله} أي قل يا محمد صدق الله فيما أخبر به وفيما شرعه في القرآن, {فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين} أي اتبعوا ملة إبراهيم التي شرعها الله في القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فإنه الحق الذي لا شك فيه ولا مرية, وهي الطريقة التي لم يأت نبي بأكمل منها ولا أبين ولا أوضح ولا أتم, كما قال تعالى: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم * ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين} وقال تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين} ثم وجدت في تفسير ابن جزيء وابن عاشور تفسيرا أوضح مما سبق وملخص ما ذكروه فيها أن يقال في تفسير الآيةانتم أيها اليهود تزعمون أنكم على ملة إبراهيم وان جميع ما تفعلونه هو من ملة إبراهيم عليه السلام وأن التوراة لم تنسخ شيئا وأن ما فيها من التحليل والتحريم كان موجودا على عهد إبراهيم فأنزل الله هذه الآية لبين لهم أن هذا غير صحيح فإن الطعام كان حلالا كله ثم حرم يعقوب على نفسه لحوم الإبل وألبانها ثم نزلت التوراة بتحريم أشياء أخرى فثبت أن جميع ما تحلونه وتحرمونه ليس كله كان موجودا على عهد إبراهيم وأن النسخ الذي لا تؤمنون به قد جاءت به التوراة التي تزعمون أنكم مؤمنون بها وهذا التفسير يؤيده أن اليهود كانوا يزعمون أنهم على ملة إبراهيم كما قال الله تعالى ( يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده ) ويؤيد أيضا ما ذكره ابن الجوزي في زاد المسير أن سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا على ملة إبراهيم» فقالت اليهود: كيف و أنت تأكل لحوم الإبل؟ وتشرب ألبانها؟ فقال: «كان ذلك حلا لإبراهيم». فقالوا كل شيء نحرمه نحن، فانه كان محرما على نوح و إبراهيم حتى انتهى إلينا. فنزلت هذه الآية تكذيبا لهم. ( وإن كان الأثر عن تابعي )
وعلى هذا القول تتضح الآية سواء قلنا ان التوراة جاءت بتحريم ما حرم إسرائيل على نفسه او لم تأت
يوضحه نص كلام ابن عاشور رحمه الله حيث قالهذا يرتبط بالآي السابقة في قوله تعالى "ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا" وما بينهما اعتراضات وانتقالات في فنون الخطاب. وهذه حجة جزئية بعد الحجج الأصلية على أن دين اليهودية ليس من الحنيفية في شيء، فإن الحنيفية لم يكن ما حرم من الطعام بنص التوراة محرما فيها، ولذلك كان بنوا إسرائيل قبل التوراة على شريعة إبراهيم، فلم يكن محرما عليهم ما حرم من الطعام إلا طعاما حرمه يعقوب على نفسه. والحجة ظاهرة ويدل لهذا الارتباط قوله في آخرها "قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا". | |
| | | الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 7:10 am | |
| | |
| | | ???? زائر
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 9:54 am | |
| |
| | | الامل في الله
تاريخ التسجيل : 30/08/2010 تاريخ الميلاد : 06/04/1996 العمر : 28 عدد المساهمات : 997 النقاط : 3299 الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 30 مايو 2011, 11:02 am | |
| | |
| | | ???? زائر
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم السبت 11 يونيو 2011, 4:59 pm | |
| |
| | | الحاجة أبتسام مشرفة عامة
تاريخ التسجيل : 07/10/2010 تاريخ الميلاد : 04/03/1990 العمر : 34 عدد المساهمات : 498 النقاط : 1801 الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم السبت 11 يونيو 2011, 6:16 pm | |
| | |
| | | Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 45 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الأحد 12 يونيو 2011, 1:27 pm | |
| | |
| | | الامل في الله
تاريخ التسجيل : 30/08/2010 تاريخ الميلاد : 06/04/1996 العمر : 28 عدد المساهمات : 997 النقاط : 3299 الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 13 يونيو 2011, 8:51 am | |
| | |
| | | Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 45 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الجمعة 24 يونيو 2011, 12:11 pm | |
| | |
| | | ???? زائر
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الجمعة 24 يونيو 2011, 3:32 pm | |
| |
| | | Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 45 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم السبت 25 يونيو 2011, 4:38 pm | |
| | |
| | | ???? زائر
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الثلاثاء 28 يونيو 2011, 6:22 pm | |
| |
| | | Noor3 مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 تاريخ الميلاد : 04/07/1978 العمر : 45 عدد المساهمات : 12277 النقاط : 1800368 ترتيب العضو : رقم 1 تعاليق : مـــــن لا يـــــــــحــــبـــــــك
لا يـــسـتـــحــــق قــــلــــبــــك .
ومــن لـيــس عــنــده أمــل فــيـــك .
لا يــسـتــحـــق وعــــدك .
ومــــن لا يــــــشــــعــــــر بــــك لا يـــســتـــحـــــق دمــــعــــك .
فـــالــــــحــــب حـــــيــــــاه فـــــلا تــــجــــعـــــلـــــه قـــــبـــــرك الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم السبت 02 يوليو 2011, 4:26 pm | |
| | |
| | | ???? زائر
| | | | ???? زائر
| | | | ???? زائر
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الأحد 10 يوليو 2011, 8:51 am | |
| |
| | | الغد أفضل مشرف عام
تاريخ التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 4863 النقاط : 774791 تعاليق : ,,**,,الحــــب,,**,,
لا تبحــث عنـه حــولك انـما ابحــث عنــه في قلبـــك
ما زالت احبك مووووت الاوسمة :
| موضوع: رد: قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم الإثنين 11 يوليو 2011, 2:16 am | |
| | |
| | | | قصص وراء نزول بعض آيات القرآن الكريم | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |